مؤسسة أممية: 222 مليون طفل يفتقرون للتعليم بسبب النزوح والصراعات
مؤسسة أممية: 222 مليون طفل يفتقرون للتعليم بسبب النزوح والصراعات
ناشدت المديرة التنفيذية لصندوق “التعليم لا ينتظر” -صندوق الأمم المتحدة العالمي المعني بالتعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة- ياسمين شريف، أولياء الأمور دعم حق أبنائهم وبناتهم في التعليم، وتذكير الأطفال بأن هويتهم وإمكانياتهم تكمن في قدرتهم على التعلم والنمو.
وفي حوار أجراه معها الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، أفادت "ياسمين" بأن 222 مليون طفل يفتقرون إلى التعليم الجيد بينهم 72 مليونا خارج أسوار المدارس.
وقالت: "إنه لأمر محزن ومأساوي للغاية أن نرى هذه الأرقام المهولة.. عندما تأسس الصندوق في عام 2016 كان عدد الأطفال المحرومين من التعليم الجيد يقدر بنحو 75 مليونا، ثم ارتفع هذا العدد إلى 222 مليون طفل بسبب النزوح والاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وتصاعد الحروب والصراعات".
وتحدثت "شريف" عن زيارتها إلى المناطق الحدودية بين تشاد والسودان، مؤخرا، والتي شارك الصندوق فيها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف والمجتمع المدني وبالتعاون الوثيق مع وزير التعليم في تشاد وجهات أخرى.
وأردفت "شريف": "عندما وصلنا، كان هناك 30 ألف لاجئ كانوا قد عبروا لتوّهم الحدود من دارفور إلى شرق تشاد.. وبعد 3 أيام، تضاعف العدد إلى 60 ألف شخص، 90% من هؤلاء اللاجئين من النساء، ويبلغ عدد الأطفال في سن المدرسة حوالي 70% منهم.
وأضافت: "عندما تفر لاجئا، فإن متوسط الوقت الذي تقضيه في اللجوء هو 17 عاما، نحن نتحدث عن مأساة كبرى، الأطفال الذين عبروا الحدود مع عائلاتهم كانوا في حالة نفسية مقلقة وانفصل العديد منهم عن عائلاتهم.. كانوا خائفين للغاية، واستغرق الأمر بعض الوقت لبناء الشعور بالثقة".
وتابعت: "عندما كسبنا أخيرا ثقة الأطفال جلسنا ولعبنا معهم، يفتقر هؤلاء الأطفال إلى أبسط المستلزمات الدراسية والمعلمين المدربين، لقد فقدوا كل شيء، هناك مأساة إنسانية ضخمة".
وقالت: "تقوم مفوضية شؤون اللاجئين والشركاء بعمل نبيل للغاية على الأرض، حيث يوفرون المياه والصرف الصحي والمأوى، فيما يوفر برنامج الأغذية العالمي الغذاء، ولكن كل هذا ليس كافيا مقارنة باحتياجاتهم الكبيرة.
وأضافت: "لقد خصصنا مبلغا طارئا قدره 3 ملايين دولار لبدء التعليم بسرعة، من جملة 8 ملايين دولار مطلوبة للاستجابة للمتطلبات التعليمية لهؤلاء الأطفال والشباب اللاجئين".
وتابعت: "الآن ندعو المانحين الآخرين للمساهمة وجمع المال كي نتمكن من سد الفجوة -التي تبلغ 25 مليون دولار- وتلبية الاحتياجات الفورية في جميع البلدان الخمسة المضيفة للاجئين وهي مصر، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، وجنوب السودان، ثم تشاد".
وحول أولوية التعليم بالنسبة لمن يعيشون في حالات الطوارئ وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، قالت "شريف": "أقول لمن يرى التعليم ليس أولوية هل هكذا ستقيّمون أطفالكم إذا أصبحوا لاجئين؟.. عندما تفر لاجئا، فإن متوسط الوقت الذي تقضيه في اللجوء هو 17 عاما، فهل من المفترض أن تجلس 17 عاما بدون تعليم؟ نحن نتحدث عن بلدان مثل أفغانستان التي تشهد نزاعات منذ أواخر السبعينيات وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي تشهد نزاعات منذ الستينيات.. هل كان تعليمهم سينتظر حتى يحل السلام؟".
وأوضحت: "هناك عدة دول في الشرق الأوسط، وهناك الروهينجا، وهناك اللاجئون من فنزويلا في أمريكا اللاتينية.. إذا كان عليهم الانتظار حتى تنتهي الأزمة، فسيتعين عليهم الانتظار لعقود.. وهذا هو سبب تسميتنا بـ(التعليم لا ينتظر).
وحول الأوضاع في أفغانستان بعد تولي طالبان زمام الأمور، قالت "شريف": أنا عملت في أفغانستان في أوائل التسعينيات، لذلك لدي درجة من المعرفة بالدولة والشعب.. عندما سيطرت طالبان على السلطة هذه المرة، جلسنا أنا وزملائي وقلنا إن الكثير من الرجال يذهبون إلى هناك للتحدث مع طالبان، نحتاج نحن النساء أيضا إلى الذهاب والتحدث إلى طالبان.. لذلك قررت تكوين مهمة نسائية للذهاب إلى أفغانستان بهدف التحدث مع وزير التعليم بحكومة الأمر الواقع.. وبالفعل التقينا وزير التعليم، وفريقه وتحدثنا معهم بشأن حق الفتيات في التعليم".
وأضافت: "شعرت براحة كبيرة للقيام بذلك، جزئيا، لأنني عشت في أفغانستان وجزئيا لأن حق كل فتاة أفغانية في التعليم والذهاب إلى المدرسة الثانوية يطغي على أي مخاوف تعتري أي شخص.. يقع التعليم في صميم الإسلام.. كلمة اقرأ هي أول كلمة نزلت من القرآن ولم تحدد جنسا بعينه، بل هي للأولاد والبنات".
وتابعت: "تحدثنا إليهم وأخبرونا بأن لديهم خطة قيد التطوير لإعداد منهج مختلف، سألتهم متى ستكون الخطة جاهزة؟ فقالوا إنهم يعملون عليها، فقلت لهم إن ذلك يجب أن يحدث بسرعة.. ثم تحدثت مع أعضاء آخرين في الحكومة.. جاءني مسؤولون وقالوا: نحن قلقون للغاية لأن لدينا بنات أيضا، ونريد لبناتنا الذهاب إلى المدرسة.. كان أحدهم يائسا جدا".